الرئيسية
أحدث الصور
التسجيل
دخول
AdminAdmin- المساهمات : 68
تاريخ التسجيل : 08/10/2018
العمر : 77
الموقع : السعوديةُ 
خطبة قس بن ساعدة بن عدي بن مالك الأيادي
الأربعاء أكتوبر 10, 2018 11:13 pm
خطبة قس بن ساعدة بن عدي بن مالك الأيادي
أيها الناس اجتمعوا واسمعوا وعوا وإذا وعيتم شيئا فانتفعوا، إن من عاش مات ومن مات فات وكلُ ما هو آتٍ آت، مطر ونبات أرزاقٌ وأقوات وآباء وأمهات وأحياءٌ وأموات وجمعٌ وأشتات وآياتٌ محكمات، وذاهب وأت، وسقف مرفوع ومهاد موضوع وليل داج ونهار ساج وسماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج وبحار ذات أمواج، ونجومٌ تمور وبحار تغور وجبال مرساة وأرض مدحاة وأنهار مجراة، وضوء وظلام وبر وآثام ومطعم ومشرب وملبس ومركب ألا إن أبلغ العظات، السير في الفلوات والنظر إلى محل الأموات. إن في السماء لخبراً وإن في الأرضِ لعبرا مالي أرى الناس يذهبون ولا يرجعون؟ أرضوا في المقام فأقاموا أم تُركوا هناك فناموا؟ أقسم قسٌ قسماً حقاً لا حانثاً فيه ولا آثماً، لئن كان في الأرض رضاً ليكونن من بعده سخط، إن لله ديناً غيرَ دينِكم الذي أنتم عليه، ونبياً قد حان حينه وأظلكم أوانه وأدرككم إبّانه فطوبى لمن أدركه فآمن به فهداه وويل لمن خالفه وعصاه، إنكم لتأتون من الأمر منكراً. تبّاً لأرباب الغفلة والأمم الخالية والقرون الماضية، كيف انتسفتهم الأيام وأفناهم الحمام فانمحت آثارهم وبقيت أخبارهم. يا معشر أياد أين ثمود وعاد؟ وأين الآباء والأجداد؟ أين المريض والعواد؟ وأين الفراعنة الشداد؟ أين من بنى وشيد وزخرف ونجد وغره المال والولد؟ أين من بغى وطغى وجمع فأوعى وقال أنا ربكم الأعلى؟ أين المعروف الذي لم يشكر والظلم الذي لم ينكر؟ ألم يكونوا أكثر منكم أموالاً وأطول منكم آجالاً، وأبعد منكم آمالاً؟ طحنهم الثرى بكلكله ومزقهم الدهر بتطاوله فتلك عظامهم بالية وبيوتهم خاوية عمرتها الذئاب العاوية، كلا هو الله الواحد المعبود ليس بوالدٍ ولا مولود
في الذاهبين الأوليــــ ـــن من القرون لنا بصائر
لما رأيت مواردَاً للموت ليس لها مصادر
ورأيت قومي نحوها تمضي الأصاغر والأكابر
لا يرجع الماضي إلـــ ــــي ولا من الباقين غابر
أيقنت أني لا محا لة حيث صار القوم صائر
أيها الناس اجتمعوا واسمعوا وعوا وإذا وعيتم شيئا فانتفعوا، إن من عاش مات ومن مات فات وكلُ ما هو آتٍ آت، مطر ونبات أرزاقٌ وأقوات وآباء وأمهات وأحياءٌ وأموات وجمعٌ وأشتات وآياتٌ محكمات، وذاهب وأت، وسقف مرفوع ومهاد موضوع وليل داج ونهار ساج وسماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج وبحار ذات أمواج، ونجومٌ تمور وبحار تغور وجبال مرساة وأرض مدحاة وأنهار مجراة، وضوء وظلام وبر وآثام ومطعم ومشرب وملبس ومركب ألا إن أبلغ العظات، السير في الفلوات والنظر إلى محل الأموات. إن في السماء لخبراً وإن في الأرضِ لعبرا مالي أرى الناس يذهبون ولا يرجعون؟ أرضوا في المقام فأقاموا أم تُركوا هناك فناموا؟ أقسم قسٌ قسماً حقاً لا حانثاً فيه ولا آثماً، لئن كان في الأرض رضاً ليكونن من بعده سخط، إن لله ديناً غيرَ دينِكم الذي أنتم عليه، ونبياً قد حان حينه وأظلكم أوانه وأدرككم إبّانه فطوبى لمن أدركه فآمن به فهداه وويل لمن خالفه وعصاه، إنكم لتأتون من الأمر منكراً. تبّاً لأرباب الغفلة والأمم الخالية والقرون الماضية، كيف انتسفتهم الأيام وأفناهم الحمام فانمحت آثارهم وبقيت أخبارهم. يا معشر أياد أين ثمود وعاد؟ وأين الآباء والأجداد؟ أين المريض والعواد؟ وأين الفراعنة الشداد؟ أين من بنى وشيد وزخرف ونجد وغره المال والولد؟ أين من بغى وطغى وجمع فأوعى وقال أنا ربكم الأعلى؟ أين المعروف الذي لم يشكر والظلم الذي لم ينكر؟ ألم يكونوا أكثر منكم أموالاً وأطول منكم آجالاً، وأبعد منكم آمالاً؟ طحنهم الثرى بكلكله ومزقهم الدهر بتطاوله فتلك عظامهم بالية وبيوتهم خاوية عمرتها الذئاب العاوية، كلا هو الله الواحد المعبود ليس بوالدٍ ولا مولود
في الذاهبين الأوليــــ ـــن من القرون لنا بصائر
لما رأيت مواردَاً للموت ليس لها مصادر
ورأيت قومي نحوها تمضي الأصاغر والأكابر
لا يرجع الماضي إلـــ ــــي ولا من الباقين غابر
أيقنت أني لا محا لة حيث صار القوم صائر
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى