Successful Together
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
Admin
Admin
Admin
المساهمات : 68
تاريخ التسجيل : 08/10/2018
العمر : 77
الموقع : السعوديةُ
https://successful-together.ahlamontada.com

قصيدة "عفوك اللهم للشافعي" Empty قصيدة "عفوك اللهم للشافعي"

الأربعاء أكتوبر 10, 2018 11:46 pm
بسم الله الرحمن الرحيم:
هذه القصيدة قالها الشافعي عند موته و ذكرها الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء
في ترجمة الإمام الشافعي و قال هذه القصة ثابتة عن الإمام الشافعي . و عندما تقرأ هذه القصيدة تتعجب من تواضع الإمام و احتقاره لنفسه و افتقاره إلى ربه سبحانه و تعالى و هذا هو شأن العلماء الذين عرفوا الله و تواضعوا بين يديه .
يروى عن الموزني قال (دخلت على الشافعي رحمه الله في علته التي مات فيها فقلت له : كيف أصبحت ؟ فقال : أصبحت من الدنيا راحلا، و للإخوان مفارقا، و لكأس المنية شاربا، و لسوء عملي ملاقيا، وعلى الله واردا، فلا أدري أروحي تصير إلى جنة فأهنيها، أم إلى النار فأعزيها ) ثم بكى رحمه الله و أنشد يقول :

ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي        جعلت الرجا مني لعفوك سلّما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته               بعفوك ربي كان عفوك أعظما
فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزلْ    تجود وتعفو منةً وتكرما
فلولاك لم يصمد لإبليس عابد           فكيف وقد أغوى صفيك آدما
فيا ليت شعري هل أصير لجنة        أهنأ ؟ و إما للسعير فأندما
فلله درّ العارف الندب أنه              تفيض لفرط الوجد أجفانه دما
و إن تعف عني تعف عن متمرد      ظلوم غشوم قاسي القلب مجرما
يقيم إذا ما الليل مد ظلامه             على نفسه من شدة الخوف مأتما
و يذكر أياما مضت من شبابه        و ما كان فيها بالجهالة أجرما
فصيحا إذا ما كان في ذكر ربّه      وفيما سواه في الورى كان أعجما
يقول حبيبي أنت سؤلي و بغيتي     كفى بك للراجين سؤلا و مغنما
ألست الذي عديتني وهديتني         ولا زلتَ منّانا عليّ ومنعما
عسى من له الإحسان يغفر زلتي   ويستر أوزاري وما قد تقدما

- ويذكر أياما مضت من شبابه- هذا الإمام الشافعي رجع إلى ذكرياته و شبابه و قال عن نفسه - وما كان فيها بالجهالة أجرما- سبحان الله أي جهالة و قد قضى حياته لطلب العلم و العمل به و لكنه التواضع . وبعد ذلك و بعد التذكر لشبابه النتيجة عبادة و بكاء و خشوع بين يدي الله عز و جل - يقيم إذا ما الليل مد ظلامه على نفسه من شدة الخوف مأتما...-
أين نحن من هؤلاء ...أتمنى أن نراجع أنفسنا مراجعة دقيقة بعد قراءة هذه القصيدة و نعود إلى أنفسنا وقفة صادقة و نحاسبها محاسبة لعل النفس تعود و لعل العين أن تدمع و لعل القلب أن يخشع.....
رحم الله إمامنا و شيخنا.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى